کد مطلب:99813 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:124

حکمت 311











[صفحه 227]

الشرح: (نبذ من الاقوال الحكیمه فی الفقر و الغنی) هذا موضع قد اختلف الناس فیه كثیرا، ففضل قوم الغنی، و فضل قوم الفقر. فقال اصحاب الغنی: قد وصف الله تعالی المال، فسماه خیرا، فقال: (انی احببت حب الخیر عن ذكر ربی). و قال ممتنا علی عباده، و اعدا لهم بالانعام و الاحسان: (و یمددكم باموال و بنین). و قال: (وجعلت له مالا ممدودا). و قال النبی (ص): (المال الحسب، ان احساب اهل الدنیا هذا المال). و قال (ع): (نعم العون علی تقوی الله المال). قالوا: و لاریب ان الاعمال الجلیله العظیمه الثواب لا یتهیا حصولها الا بالمال، كالحج و الوقوف و الصدقات و الزكوات و الجهاد. و قد جاء فی الخبر: (خیر المال سكه مابوره او مهره ماموره). و قالت الحكماء: المال یرفع صاحبه و ان كان وضیع النسب، قلیل الادب و ینصره و ان كان جبانا، و یبسط لسانه و ان كان عیا، به توصل الارحام، و تصان الاعراض، و تظهر المروئه، و تتم الریاسه، و یعمر العالم، و تبلغ الاغراض، و تدرك المطالب، و تنال المارب، یصلك اذا قطعك الناس، و ینصرك اذا خذلوك، و یستعبد لك الاحرار، و لو لا المال لما بان كرم الكریم، و لا ظهر لوم اللئیم، و لا شكر جواد، و لا ذم بخیل، و لا صین

حریم، و لا ادرك نعیم. و قال الشاعر: المال انفع للفتی من علمه و الفقر اقتل للفتی من جهله ما ضر من رفع الدراهم قدره جهل یناط الی دنائه اصله و قال آخر: دعوت اخی فولی مشمئزا و لبی درهمی لما دعوت و قال آخر: و لم ار اوفی ذمه من دراهمی و اصدق عهدا فی الامور العظائم فكم خاننی خل وثقت بعهده و كان صدیقا لی زمان الدراهم و قال آخر: ابوالاصفر المنقوش انفع للفتی من الاصل و العلم الخطیر المقدم و ما مدح العلم امرو ظفرت به یداه و لكن كل مقو و معدم و قال الشاعر: و لم ار بعد الدین خیرا من الغنی و لم ار بعد الكفر شرا من الفقر و قال العتابی: الناس لصاحب المال الزم من الشعاع للشمس، و هو عندهم ارفع من السماء، و اعذب من الماء، و احلی من الشهد، و ازكی من الورد، خطوه صواب، و سیئته حسنه. و قوله مقبول، یغشی مجلسه، و لا یمل حدیثه، و المفلس عندهم اكذب من لمعان السراب، و من رویا الكظه، و من مرآه اللقوه، و من سحاب تموز، لایسال عنه ان غاب، و لایسلم علیه اذا قدم، ان غاب شتموه، و ان حضر طردوه، مصافحته تنقض الوضوء، و قرائته تقطع الصلاه، اثقل من الامانه، و ابغض من السائل المبرم. و قال بعض الشعراء الظرفاء، و احسن

كل الاحسان مع خلاعته: اصون دراهمی و اذب عنها لعلمی انها سیفی و ترسی و اذخرها و اجمعها بجهدی و یاخذ وارثی منها و عرسی فیاكلها و یشربها هنیئا علی النغمات من نقر و جس و یقعد فوق قبری بعد موتی و لایتصدقن عنی بفلس احب الی من قصدی عظیما كبیرا اصله من عبد شمس امد الیه كفی مستمیحا و اصبح عبد خدمته و امسی و یتركنی اجر الرجل منی و قد صارت كنفس الكلب نفسی و قال اصحاب الفقر: الغنی سبب الطغیان، قال الله تعالی: (كلا ان الانسان لیطغی ان رآه استغنی). و قال تعالی: (و اذا انعمنا علی الانسان اعرض و نای بجانبه). و كان یقال: الغنی یورث البطر، و غنی النفس خیر من غنی المال. و قال محمود البقال: الفقر خیر فاتسع و اقتصد ان من العصمه الا تجد كم واجد اطلق وجدانه عنانه فی بعض ما لم یرد و مدمن للخمر غاد علی سماع عود و غناء غرد لو لم یجد خمرا و لا مسمعا یرد بالماء غلیل الكبد كم من ید للفقر عند امری ء طاطا منه الفقر حتی اقتصد و كان یقال: الفقر شعار الصالحین، و الفقر لباس الانبیاء. و لذلك قال البحتری: فقر كفقر الانبیاء و غربه و صبابه لیس البلاء بواحد و كان یقال: الفقر مخف و الغنی مثقل. و ف

ی الخبر نجا المخفون. و ما احسن قول ابی العتاهیه: الم تر ان الفقر یرجی له الغنی و ان الغنی یخشی علیه من الفقر و قد ذم الله تعالی المال، فقال: (انما اموالكم و اولادكم فتنه). و كان یقال: المال ملول، المال میال، المال غاد و رائح، طبع المال كطبع الصبی، لایوقف علی وقت رضاه و لا وقت سخطه. المال لاینفعك حتی یفارقك. و الی هذا المعنی نظر القائل: و صاحب صدق لیس ینفع قربه و لا وده حتی تفارقه عمدا یعنی الدینار. و ما احسن ما قاله الاول: و قد یهلك الانسان حسن ریاشه كما یذبح الطاوس من اجل ریشه و قال آخر: رویدك ان المال یهلك ربه اذا جم و استعلی و سد طریقه و من جاوز الماء الغزیر فمجه و سد طریق الماء فهو غریقه


صفحه 227.